من كتاب “سيرة المجد” للكاتب والأديب وليد خالد بن راشد بورسلي.
الكاتب وليد خالد بن راشد بورسلي، الأديب والباحث، يقدم في كتابه “سيرة المجد” تحية عميقة لوالده خالد بن راشد بورسلي، حيث لا يكتفي الكتاب برواية سيرة والده فحسب، بل يشمل معلومات تاريخية وتراثية وأدبية غنية ومتنوعة، يقدم هذا الكتاب للقارئ نافذة على حياة خالد بن راشد بورسلي بصفته رمزاً للكفاح والإخلاص الوطني، ويعرض تفاصيل قيمة عن التراث الكويتي وأصول الحياة البحرية والصعوبات التي عاشها الأجداد، في إطار تاريخي يفيض بالمعلومات الممتعة والمفيدة.
بأسلوب أدبي رفيع، استطاع الأديب وليد بورسلي أن يمزج بين السيرة الذاتية لوالده وبين محتوى تراثي وتاريخي يجذب القارئ ويغنيه بمعرفة فريدة عن الكويت وأصول عائلة بورسلي، مما يجعل الكتاب مصدراً قيماً يثري المكتبة الكويتية والخليجية بمعلومات موثقة ومرويات أصيلة تشهد على عمق التاريخ وجمال التراث.
خالد بن راشد بورسلي، من الشخصيات الكويتية التي تميزت بتاريخها المشرف في مجال العمل البحري والاجتماعي، حيث كافح في سبيل لقمة العيش في بيئةٍ صعبة تتطلب الشجاعة والإصرار. ولد عام 1908 في فريج “البورسلي” الواقع في الحي الشرقي، ونشأ في كنف عائلة معروفة بإمارة الغوص في الكويت لحقبة زمنية طويلة، إذ كانوا من كبار تجار اللؤلؤ ومن أوائل الكويتيين الذين أبحروا في مهن الغوص وتجارة اللؤلؤ، حيث تميز والده راشد بن ناصر بورسلي بكونه من أشهر “الطواشين” أو تجار اللؤلؤ، وكان يتمتع بشخصية حازمة وشهيرة في المجتمع.
تربى خالد بن راشد بورسلي في بيئة مليئة بالصعاب، حيث واجه قسوة الحياة البحرية وأهوالها. وقد تأثرت شخصيته بشكل عميق بحياة الغوص، التي أكسبته الحكمة والصبر، مما جعله من أبرز النواخذة في الكويت. ومنذ سن مبكرة، قاد السفن وأثبت براعته ورباطة جأشه، خصوصاً في مهنة الغوص الشاقة. وقد أتاحت له هذه التجربة الحياة في قساوة البحر وأعماقه المظلمة، وجعلته قريباً من قلوب الناس ومحبوباً بينهم لمساعدته الفعالة في تلبية احتياجات من حوله.
أظهر خالد بن راشد بورسلي صفات القيادة والحنكة الاجتماعية، حيث حرص على التواجد في ديوانية بورسلي والتي كانت مركزاً للتواصل واستقبال الزوار، مما زاد من شعبيته وأثره الاجتماعي في الكويت. كما عُرف بكرمه وطيب أخلاقه، وكان مثالاً يحتذى به في الصبر والعزيمة. هذه الصفات جعلت له تأثيراً كبيراً في مجتمعه، واستطاع أن يساهم في نشر الطمأنينة بين أفراد المجتمع خلال الفترات الصعبة التي مرت بها الكويت.
كان خالد بن راشد بورسلي من الشخصيات الكريمة وكثير الإحسان، ومن أبرز أعماله الخيرية إنشاء ديوان لعائلة بورسلي، وهو ما يعدّ إحدى بصماته المميزة في تماسك العائلة وتقوية روابطها. وقد أصبح هذا الديوان مركزًا يلتقي فيه أفراد العائلة، يجتمعون فيه لتمتين أواصر الرحم ولإحياء مناسباتهم المختلفة، سواء كانت أفراحًا أو عزاءً، حيث يعبرون عن تلاحمهم وتضامنهم.
لم يقتصر دور الديوان على كونه مكانًا للتجمع العائلي، بل امتد ليصبح رمزًا لأصالة العائلة وكرمها، وساهم في تعزيز الترابط بين أفراد العائلة الكبيرة، مما يعكس عمق اهتمام خالد بورسلي بالقيم الاجتماعية الأصيلة وحرصه على استدامة روح الأخوة والتواصل بين الأجيال
ختاماً، سيرة خالد بن راشد بورسلي ليست مجرد سرد لوقائع، بل هي قصة رجل ملهم أسهم بجهوده في بناء الوطن وتطوير المجتمع، وستظل ذكراه حية في وجدان من عرفوه.
يمكنكم تصفح وقراءة الكتاب أدناه والاستمتاع بما يحتويه