نبذة عن العائلة
كلمة بورسلي: كلمة بورسلي تكتب بدون "ال"، لا تكتب "البورسلي" ولا تكتب أبو "أبورسلي" فهي بدون "ال" أو "أ" ، فهي فقط "بورسلي" وتأكيدا لذلك أن وثيقة المبايعة الصادرة من وجهاء الكويت لأسرة الصباح في عام 1921 و المحتوية على اسم مبارك بن محمد بورسلي أحد الثمانية الذين مثلوا رجالات الكويت في التوقيع عليها، فنجد كلمة بورسلي مكتوبة بدون "ال" و لم تكتب "أبو". سئل مبارك بن محمد بن ناصر بورسلي رحمه الله يوما ما عن ذلك، فكان جوابه أننا نكتب "بورسلي" بنفس الطريقة التي توارثناها من أبائنا وأجدادنا.
توطن بورسلي في الكويت: إن عائلـــة بورســـلي هي عائلــة قديمة وعريقة في الكويت. و تتفـق جميـع الروايـات وكتب تاريـخ منطقة الخليـج و الجزيرة العربيــة أن عائلـــة بورســلي هي أول من سـكن وتوطن في الكويت قبل تأســيسـها. وصار هذا الأمر حقيقة تاريخية.
عائلة بورسلي هي إحدى عوائل قبيلة عربية خليجية شهيرة اسمها "قبيلة بني خالد". وقد اختلفت الروايات عن تاريخ تواجد هذه العائلة في الكويت، فهناك من يذكر أنهم في الكويت ما قبل القرن الحادي عشر. المهم أن تسلسل الأحداث تثبت أنهم كانوا متواجدين في القرن الثاني عشر و موطنهــم الكويت، وقد اشتهروا بطول القامة والنحافة وطول الأعمار وكثرة الإنجاب والعيون الواســـعة الســـــوداء.
مهنة مرافقة الحجاج: كتب التاريخ و ما تناقله أجدادنا لنا أجمعت على أن سكان الكويت في القرون القديمة كان أحدا مهامهم الرئيسية مرافقة وحماية الحجاج القادمين من إيران و من دول شرق آسيا المتجهين إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، و كون البورسلي من العائلات القلة التي تعد على الأصابع في الكويت فقد كانوا خير من يعرف الطرقات المؤدية إلى مناسك الحج و في نفس الوقت التسلح لحماية الحجيج من قطاع الطرق. توارث البورسلي هذه المهمة و المهنة ففوضهم أمراء قبيلة بني خالد في المواصلة بهذا العمل ولم يتوقفوا عن ذلك فصار ذلك تخصصهم حتى استلمت شخصيات من أسرة آل الصباح إدارة الكويت.
واصلـت عائـلة بورسلي في مهمة مرافقة الحجيج حتى أواخر القرن السابع عشر و كان مبارك بورسلي- أحد أحفاد بن رسلي- والذي عاش ما بين 1090هـ إلى 1194 هـ الموافق 1680 م إلى 1780 م هو آخر المسئولين عن هذه المهمة من عائلة بورسلي.
لا يوجد هناك تاريخ يحدد متى تحولت المسئولية من اتجاه بني خالد إلى اتجاه آل الصباح، ولكن اتفق المؤرخون لتاريخ الكويت على تاريخ محدد لنشأة الكويت وهو عام 1613 ميلادي أي عام 1022 هجري. أي أن عائلة بورسلي واصلت بمرافقة الحجيج و حمايتهم تحت إدارة آل الصباح في فترة مابين 1022 هـ إلى 1190 هـ الموافق 1613 ميلادي حتى عام 1780 ميلادي تقريبا.
مهنة البحر: بما أن آل بورسلي من أوائل من توطن وسكن الكويت فمن البديهي أن رجالاتها كانوا من أوائل من امتهن البحر بمهامه الرئيسية الثلاثة من صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ و الأسفار إلى موانئ الخليج العربية و الفارسية وموانئ الهند واليمن و شرق أفريقيا، وقد برز من رجالات آل بورسلي نواخذة و بحارة سفر و بحارة غوص حيث كانت هذه هي الأعمال الرئيسية لهم طوال القرون السابقة حتى تدفق النفط و توقف الغوص نهائيا عام 1959 تقريبا و توقفت مهنة الأسفار على الأبوام. ومن النواخذة القدماء الذين برزوا في القرن السابع عشر النوخذة عثمان بورسلي الذي كان بمثابة زعيما لآل بورسلي في زمانه وفي نفس القرن أيضاً برز النوخذة ناصر بن مبارك بورسلي كنوخذة غوص و قطاعة بين الكويت و البصرة وموانئ الخليج، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر و خاصة سنة الطفحة 1910 تقريبا حيث وصلت أعداد السفن واللؤلؤ وعوائد اللؤلؤ إلى قمتهم حيث برزت نواخذة كثيرون من رجالات آل بورسلي (الذين يلقبون بالشرقاوية لأنهم جميعا كانوا يقطنون أحياء شرق المجاورة للبحر) من أهمهم النوخذة ناصر بن راشد بورسلي و ثم أبنه النوخذة الكبير راشد بن ناصر بورسلي وأخوه النوخذة/عبدالله بن ناصر بورسلي ، حيث تحدثت كتب تاريخ الكويت عنهما وعن دورهم الفعال بالغوص ، فقد كانا يملكان سفن عده ومن أبرزها السفينة الشراعية الكبيرة نوع البتيل واسمها سمحان وهي من أنواع السفن الكويتية الشراعية القديمة. فهما وإخوانهم الآخرين كانوا يملكون سفن شراعية كثيرة عدة ولقد أكدت ذلك جداول الضرائب. فمثلا أحد الجداول المذكورة في صفحة 326 من كتاب "تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت" تبين بأنه قد دُفع مبلغ 634 روبية ضريبة ل 11 محمل ـ أي 11 بوم من النوع الكبيرـ. و من نواخذة بورسلي البارزين النوخذة راشد بن عثمان بورسلي والد كل من نواخذة الغوص سلطان و أحمد بن راشد بن عثمان بورسلي وأيضا من النواخذة البارزين النوخذة/عبدالله بن عثمان بورسلي. وجاء ذكرهم في جداول دفع ضرائب الأبوام (المحامل) بكتاب "تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت" للمؤرخ سيف الشملان.
للمعرفة فإن أحمد بن راشد بن عثمان بورسلي تزوج ابنة عمه بنت عبدالله بن عثمان بورسلي (واسمها عائشة) ورزق منها فقط بابنه واحدة وكان اسمها لطيفة، وأما النوخذة/ سلطان بن راشد عثمان بورسلي (الذي عاش حتى 1954) رزقه الله من البنين والبنات والأحفاد حتى تخطا عددهم المائتين نسمة بارك الله بهم وحفظهم. ومن النواخذة الذين لا زلنا نفتخر بهم وغالبيتهم نواخذة غوص وهم النوخذة/ محمد ناصر بن مبارك بورسلي و النوخذة أحمد بن ناصر بورسلي و النوخذة سلطان بن محمد بورسلي و النوخذة صالح بن محمد بورسلي طبع (غرق) ومات في أحد رحلاته في الخليج ، بالإضافة إلى النوخذة أحمد بن محمد ناصر مبارك بورسلي والنوخذة علي بن ناصر بورسلي والنوخذة/ ناصر بن عبدالله بن ناصر بورسلي و هو نوخذة غوص ولكن غالبا هو نوخذة سفر. وهناك نواخذة غوص تخصصوا أكثر في مغاصات ساحل عدان الممتدة من قرية شعيبة إلى الجنوب وأجزاء من المملكة العربية السعودية أي إلى رأس تناجيب في السعودية وهم النوخذة/ خليفة بن حسين بورسلي و النوخذة/ سلطان بن ماجد بورسلي و النوخذة/ خالد بن راشد بورسلي و النوخذة ناصر سلطان بن راشد بورسلي حيث كان ينوب عن والده النوخذة سلطان راشد بن عثمان بورسلي, والنوخذة/ ناصر خليفة بن حسين بورسلي حيث عمل في الخمسينات والستينات نوخذة على بوم المعارف ( أي بوم وزارة التربية).
عائلة بورسلي يفتخرون أنهم عاصروا مبايعة آل الصباح ست مرات
مبايعة آل الصباح الأولى:
هذه المبايعة هي قبل أن يبنى السور الأول ، حيث كانت الكويت أشبه بقرية صغيرة و عدد العوائل بها تعد على الأصابع وكانت أقدمها عائلة بورسلي. وقد رحبت هذه العوائل بعائلة الصباح وعاشوا و تعايشوا معها كأسرة واحدة على أرض واحدة وهي الكويت متمتعين بخيرات البحر وبالهدوء والاستقرار. ولو دققنا بهذه العلاقة لوجدناها أنها تعتبر البيعة الأولى ولو حددنا لها تاريخ فسنختار لها عام نشأة الكويت وهو عام 1613 ميلادي أي عام 1022 هجري.المبايعة الثانية و هي مبايعة للشيخ صباح الأول بن جابر حاكما:
في أواخر القرن السادس عشر وفي المنتصف الأول من القرن السابع عشر زاد عدد سكان الكويت واتسعت وقد كان صباح بن جابر من الشخصيات المرموقة في ذلك الزمان والمشهورة بحل المشاكل وبفض الخلافات بين المواطنين، وفي نفس الوقت كان عنده الدراية والحنكة حول كيفية التعامل مع قبائل الصحراء التي تكثر من هجماتها على الكويت لأن الكويت كانت غنية بالمواد الغذائية و مواد البناء والمواد الاستهلاكية ويملكون السفن الصغيرة والكبيرة مثل الأبوام التي كانت تسمى بالبغلات والشواعي و السنابيك الخ والتي اشتهرت بها الكويت في القرن السابع عشر والثامن عشر باستخدامها للأسفار والمسافات البعيدة والطويلة مثل الهند واليمن و شرق أفريقيا. ولذلك فقد قررت عوائل الكويت وهم ليسوا بكثر ومن بينهم عائلة بورسلي اختيار الشيخ صباح الأول بن جابر حاكما لهم. وفي عام 1752 ميلادية حسب ما ذكرته غالبية كتب التاريخ تمت مبايعة الشيخ صباح الأول بن جابر واعتبرها التاريخ المبايعة الأولى لأسرة الصباح. ولكن عائلة البورسلي يعتبرونها المبايعة الثانية.المبايعة الثالثة لآل الصباح:
في صباح يوم السبت 25 من ذي القعدة سنة 1313 هـ الموافق 9 مايو 1896 م . وبعد الانتهاء من مراسيم دفن جثماني الشيخ محمد و الشيخ جراح الصباح ، دعا الشيخ مبارك الصباح وجهاء البلد. حدثنا المرحوم مبارك بن محمد بن ناصر بن مبارك بورسلي الذي عاصر هو وإخوانه وكثيرين من رجالات بورسلي عن هذه المبايعة "أنه في ذلك اليوم كثيرون من نواخذة الكويت وبحارتهم كانوا خارج الديرة في موسم غوص، ولن يعودوا إلا بعد ثلاثة أشهر تقريبا، فقمنا نحن المتواجدون في الكويت فلبينا الدعوة، فذهبت أنا و معي بعض رجال بورسلي الموجودين في الديرة وذهب آخرون من عوائل أخرى إلى ديوان الشيخ مبارك الصباح فصافحناه وعظمنا له أجره و تمنينا له التوفيق في استلام سدة الحكم وكان قد اتفق الكويتيون في ذلك اليوم أن تكون مصافحة وقبلة على متنه الأيمن واجبة". وبعد ما رجع نواخذة الغوص وبحارتهم في شهر ربيع الثاني من عام 1314 تقريبا ومن بينهم رجالات بورسلي، فأخذوا يجمعون أنفسهم وذهبوا إلى ديوان الشيخ مبارك الصباح لتهنئته بالحكم، وهذه تعتبر مبايعة من آل بورسلي للشيخ مبارك الصباح لكونهم خارج الديرة في رحلة الغوص وبهذا تكون عائلة بورسلي من عوائل الكويت التي بايعت الشيخ مبارك الصباح في ذلك الزمان. في حكم الشيخ مبارك الصباح ازدهرت الكويت سياسيا و اقتصاديا وزادت أعداد رحلات الأسفار إلى الهند و اليمن وشرق أفريقيا وازدادت أعداد سفن الغوص وازدادت محاصيلها من اللؤلؤ لدرجة في 1912 م سميت سنة الطفحة لكثرة اللولو و ازدهار تجارتها. ـ ولمزيد من المعلومات التاريخية في المبايعة الكويتية هذه راجع كتاب صفحات من تاريخ الكويت تأليف يوسف بن عيسى ألقناعي الطبعة الخامسة 1987 م، و راجع كتاب تاريخ الكويت للمؤلف عبدالعزيز الرشيد ـ .المبايعة الرابعة لآل الصباح:
في يوم الأربعاء 15 جماد الثاني سنة 1339 هجرية الموافق 22 فبراير سنة 1921 ميلادية ، انتقل الى رحمة الله الشيخ سالم مبارك الصباح ، وفي عصر ذلك اليوم اجتمعت شخصيات الكويت من أهل القبلة و أهل الشرق في ديوان ناصر البدر حزنا على وفاة الشيخ سالم حيث كان محبوباً من الجميع وفى نفس الوقت أرادوا تجديد المبايعة لآل الصباح ، وأيضا لاقتراح وترشيح أسماء حكام من عائلة الصباح ليتم الاختيار منهم من يتولى حكم البلاد، فأعدت رسالة باسم أهل الكويت شارك الجميع بصياغتها وقام بكتابتها مبارك محمد ناصر مبارك بورسلي كونه يجيد الكتابة وكلف ثمانية من الكويت القديمة (الشرق) حيث كانت آنذاك منطقة الشرق هي الكويت القديمة. وقد برز مبارك محمد ناصر بورسلي كأحد رجالات الكويت فقام بصياغتها وكتابتها ثم كلف هو وآخرين بالتوقيع عليا ورفعت رسالة المبايعة تلك إلى آل الصباح، يوجد صورة من ذلك الخطاب في كتاب سيف مرزوق الشملان الصادر في عام 1959 ميلادية. وهي صفحة غلاف كتاب "الديمقراطية في الكويت" للكاتب السياسي أحمد الديين.نص وثيقة 1921 م:
نحن الواضعون أسماءنا بهذه الورقة اتفقنا واتخذنا على عهد الله و ميثاقه بإجراء هذه البنود الاّتية:- إصلاح بيت اّل الصباح كي لا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم.
- إن المرشحين لهذا الأمر هم الشيخ أحمد الجابر و الشيخ حمد المبارك و الشيخ عبد الله السالم.
- إذا التفق رأي الجماعة على تعيين أي شخص من الثلاثة يرفع الأمر إلى الحكومة للتصديق عليه.
- المعين المذكور يكون بصفته رئيس مجلس الشورى.
- ينتخب من اّل الصباح والأهالي عددا معلوما لأدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف.